من أبشع ما قام به الجيش الفرنسي

محتشد بوقاعة.. عملية دنيئة عكست وحشية المستعمر

محتشد بوقاعة.. عملية دنيئة عكست وحشية المستعمر
ملفات23‏/12‏/2025

عاش سكان مدينة بوقاعة الواقعة شمال ولاية سطيف، أيام قهر وتقتيل خلال فترة الاستعمار الفرنسي ما تزال راسخة في أذهان الكبار منهم الذين ما زالوا على قيد الحياة.

بحسب مؤرّخين، فإنّ الأمر بدأ بتصفية 16 جنديا من جيش الاحتلال يوم 4 مارس 1958، خلال كمين نصبه الشهيد عزيل عبد القادر الملقب بالبريكي بالمكان المسمى عين الحجر بين مدينة بوقاعة والمكان المسمى تيتست.

وتتفق جميع الشهادات على أنّ الكمين الذي قام به الشهيد البريكي أدخل القيادة العسكرية الفرنسية آنذاك في حالة من الغضب والهيجان لا يوصفان. وكما هو الحال في كل مرّة عندما تتعرّض قوات الاحتلال إلى ضربات موجعة جسديا ومعنويا، هرعت إلى القيام بعمليات انتقامية عمياء قد تكون حملات عقابية عشوائية بقتل الأبرياء العزل أو اغتيالات مستهدفة أو حتى ارتكاب مذابح جماعية. لكن في تلك المرة، قرّرت السلطات العسكرية الاستعمارية في قرية بوقاعة التي كانت تسمى آنذاك “لافاييت” تحت قيادة العقيد دي سيفلينغ، تنظيم أكبر عملية حشد عرفتها المنطقة على الإطلاق.

وبحلول الساعات الأولى من صباح يوم 6 مارس، كانت قرية بوقاعة محاطة بالكامل بمئات الجنود الفرنسيّين الذين نقلتهم عديد الشاحنات طوال الليلة السابقة، ممّا جعل القوات الاستعمارية تغزو القرية بأكملها بينما جابت الآليات العسكرية بشكل صاخب شوارع بوقاعة لترويع السكان. وقد قام جنود الاحتلال الفرنسي بكسر أبواب المنازل واقتحموا المباني وأخرجوا الرجال والنساء والأطفال واقتادوهم نحو الملعب البلدي المحاط بالأسلاك الشائكة حيث تم حشد الجميع وسط صراخ النساء والأطفال.

وبقدوم منتصف النهار، يروي ساعد تاكليت في شهادة موثقة في كتاب بعنوان “بوقاعة الولاية الثالثة المنطقة الأولى ضد النسيان”، أنّ السلطات الاستعمارية قامت بإطلاق سراح النساء والأطفال فيما بدأ الجحيم الذي استمر سبعة أيام وسبع ليال بالنسبة للرجال. وعاش السّجناء الذين بلغ عددهم 1000 شخص – بحسب بعض الروايات – ظروفا صحية مأساوية وهم متزاحمين في أجواء باردة ميّزها تساقط كثيف للأمطار وتفشي الأمراض بدون ماء ولا طعام، ممّا كاد أن يعرض بعض السّجناء للجنون حيث لم يبق لهم إلّا الصراخ تعبيرا عن ألمهم العميق.

وكان جنود الاحتلال الفرنسي يقتحمون المحتشد من حين لآخر لأخذ عشرات السّجناء المشتبه فيهم بأنهم “يساعدون” جبهة التحرير الوطني وتحويلهم نحو مراكز التعذيب بالدرادرة وعين مداح. وكان من بين أولئك السّجناء، ثمانية (8) تعرّضوا لأبشع أنواع التعذيب بمزرعة عين مداح (بينما تم اغتيال الضحية التاسعة المسمى سعيد علواني أمام منزله رميا بالرصاص)، قبل أن يتم نقلهم في الصباح الباكر من يوم 11 مارس 1958 إلى جسر معدني يربط بين ضفتي وادي بوسلام ببوفروج.

ويتعلّق الأمر بالشهداء علواني لخضر وعطوي محمد وبلحطاب قدور وبلحسين لخضر وبن عداد عبد القادر وداود العمري وذبيحي جلول وتاكليت الطيب، الذين قتلوا رميا بالرصاص الواحد تلو الآخر.

أخبار ذات صلة

معركـــة “القهاليـز”.. عندما ألحق المجاهدون أبشع هزيمة بالعدو الفرنسيملفات
22‏/12‏/2025

ملحمــة الصـبــر والنصــرمعركـــة “القهاليـز”.. عندما ألحق المجاهدون أبشع هزيمة بالعدو الفرنسي

وقعت معركة “القهاليز” في 6 ماي 1956 بدوار “القهاليز” بأعالي مفتاح بولاية البليدة، وهي تعد ملحمة بطولية ألحق فيها المجاهدون هزيمة نكراء بالعدو الفرنسي. حسب شهادة مجاهدين شاركوا في المعركة، والتي نقلها عنهم الدكتور ساسي عبد الرزاق، متخصص في تاريخ الجزائر المعاصر، فإن المعركة وقعت بعد عودة مجموعة من المجاهدين من معركة سوق الأحد بنواحي …

اقرأ المزيد
معتقل موران.. ذكريات أليمة تحويها الجدرانملفات
21‏/12‏/2025

من أبشع مواقع فرنسا الاستعماريةمعتقل موران.. ذكريات أليمة تحويها الجدران

يعتبر “معتقل موران”، بقصر البخاري، المعروف باسم “كامورا”، من أبشع مواقع فرنسا الاستعمارية، حيث اعتقل وعذب مئات الجزائريين من المجاهدين والمدنيين، الذين كانوا يتعرضون للتعذيب والإعدام على يد جلادي الجيش الفرنسي، حسب شهادة أحد الناجين من هذا الجحيم، المجاهد بلقاسم متيجي. روى المجاهد متيجي، الذي تم اعتقاله بمعتقل موران من ماي 1959 إلى أفريل 1962 …

اقرأ المزيد
محرقة الصبيح.. شاهدة على همجية المستعمر ووحشيتهملفات
20‏/12‏/2025

سجل حافل بالجرائممحرقة الصبيح.. شاهدة على همجية المستعمر ووحشيته

وقعت محرقة الصبيح، من 08 إلى 11 أوت 1845، جنوب منطقة عين مران، بولاية الشلف، إحدى المجازر الشاهدة على همجية ووحشية المستعمر الفرنسي، والقليل ممن يسمع عنها، لأن الضباط الفرنسيين تلقوا تعليمات صارمة من طرف السفاح سانت- أرنو للقتل في صمت ووفق خطة سياسية وعسكرية في آن واحد. تتحدث مصادر تاريخية، عن وقائع هذه المجزرة …

اقرأ المزيد