كتاب جديد عن الركح المغاربي لباحثة جزائرية

صدر حديثاً، كتاب “الاتجاهات الفنية في المسرح المغاربي… نماذج مختارة في دراسة مقارنة” للأكاديمية الجزائرية د. كريمة هني.

ويشكّل كتاب الأستاذة في جامعة تلمسان، الصادر عن دار “كنوز” للطباعة والنشر والتوزيع، إضافة هامة إلى المكتبة المسرحية الجزائرية. ويتعلق الأمر بدراسة جادة لتطور المسرح في البلدان المغاربية، تستكشف المذاهب الفنية الأوروبية وتوظيفها ضمن خصوصيات المنطقة. وركّز الكتاب على نشأة المسرح المغاربي، وتأثره بالمسرحين العربي والغربي، وشمل الاتجاهات التراثية والتاريخية والاجتماعية والثورية. وسلّطت الباحثة الضوء على تجارب فنية رائدة مثل أعمال المسرحي الجزائري الكبير عبد القادر ولد عبد الرحمان المكنّى “كاكي”. واهتمّت د. هني بتأصيل المسرح المغاربي، وربطت بين المسرحين الأوروبي والمغاربي، وتوظيف الأخير للتراث والمذاهب الفنية الكبرى. وحلّلت الباحثة، الاتجاهات الأساسية للمسرح المغاربي، مثل الاتجاه التراثي، التاريخي، الاجتماعي والثوري. وتعمّقت د. هني في مختلف التجارب الركحية وخاضت في رصيد “الحلقة” و”خيال الظل” و”مسرح البساط” وغيرها. ولاحظت الباحثة أنّ فكرة توظيف المذاهب الفنية الكبرى التي عرفتها الآداب والفنون الأوروبية في مدى ثلاثة قرون وصلت متأخرة زمنياً. وقالت إنّها مستحدثة في الفكر المسرحي المغاربي مقارنةً بالأدب المسرحي المشرقي والعربي عموماً. وربطت ما تقدّم بفكرة الانزياح أو التقيد بتيار خاص أو مذهب معين يحدد الاتجاه الفني الفكري لصاحبه كاتباً أو مخرجاً. وذهبت د. هني إلى أنّ ما أرّق روّاد المسرح المغاربي هي مسألة التأصيل ولفتت إلى ضرورة النهل من المذاهب الركحية والفكر المسرحي.

ب\ص