“الخضر” يراهنون على انطلاقة قوية في العرس القاري

تعلّق الجماهير الجزائرية آمالا كبيرة على أن تكون ضربة البداية للمنتخب الوطني موفقة عندما يلتقي زملاء محرز نظراءهم السودانيين، الأربعاء، بداية من الساعة الرابعة مساء بتوقيت الجزائر على ملعب الأمير مولاي الحسن في مدينة الرباط، لحساب أولى مباريات المجموعة الخامسة لكأس أمم إفريقيا لكرة القدم.

وسيدخل “الخضر” اللقاء بضغط تجاوز خيبتي الكاميرون وكوت ديفوار، حيث سيبحثون عن الفوز الأول لهم في هذه المنافسة منذ نهائي نسخة 2019 أمام السنغال، عندما فازوا باللقب بهدف بغداد بونجاح.  ومنذ ذلك التاريخ لعب الجزائريون ست مباريات، تعادلوا في ثلاثة منها، وخسروا في نفس العدد من المباريات. كما سجلوا أربعة أهداف فقط، وتلقّوا ثمانية أهداف، وهي حصيلة سلبية على طول الخط، سيسعى زملاء مازة لمحوها في ظل المعنويات العالية للاعبين والتجديد الذي طال كتيبة بيتكوفيتش هذه المرة، من خلال تواجد 12 لاعبا جديدا لم يسبق لهم المشاركة في الحدث القاري، مع توفر جيل جديد موهوب يقوده مازة وحاج موسى. ويبدو الناخب الوطني بيتكوفيتش قد فهم جيدا كرة القدم الإفريقية بعد تجربته مع “الخضر” وأدرك أهمية الجانب البدني، مدركا بأن الموهبة وحدها لا تكفي في هذه البطولات وشدد على ضرورة التحلي بالروح القتالية العالية والشراسة في المباريات، وهو الذي ركز في اختياره للقائمة النهائية على عامل روح المجموعة والتفاهم بين جميع اللاعبين، كما أن التقني السويسري لم يترك أي شيء للصدفة وقام بمعاينة وتحليل أداء المنتخب السوداني عدة مرات مع لاعبيه، تفاديا للمفاجآت التي واجهت “محاربي الصحراء” في آخر بطولتين. ويملك المنتخب الجزائري أفضلية تاريخية أمام منتخب السودان، حيث سبق أن واجهه في 7 مباريات ودية ورسمية، عاد فيها الفوز لمصلحة “الخضر” 3 مرات، وافترق الطرفان على نتيجة التعادل 3 مرات، فيما فاز منتخب “صقور الجديان” مرة واحدة، مع تسجيل “محاربي الصحراء” 9 أهداف، وتلقي شباكه لـ 6 أهداف. ويتجه المدرب السويسري للاعتماد على مدافع شبيبة القبائل زين الدين بلعيد أساسياً ليكون بديلاً لمدافع باريس إف سي شرقي المصاب، حيث يرجح أن يلعب بنسبة كبيرة جداً إلى جانب الثنائي عيسى ماندي ورامي بن سبعيني في قلب الدفاع. أما عن باقي المراكز، فيبدو أنّ الناخب الوطني قد حسم الأمر، بحيث قد يكون لوكا زيدان في حراسة المرمى وسيشغل هشام بوداوي وإسماعيل بن ناصر خط وسط الميدان الدفاعي، فيما سيتشكل خط الهجوم من الثلاثي رياض محرز ومحمد الأمين عمورة وبغداد بونجاح. في الجهة المقابلة، أكد المدرب كواسي أبياه أن المنتخب السوداني لن يدخل مباراته الأولى في ثوب الضحية، بل سيسعى لتسجيل نتيجة إيجابية، وتأكيد عودته إلى ساحة الكبار في القارة السمراء. وأشاد كواسي أبياه بالمنتخب الجزائري وقال في تصريحات إعلامية حول المواجهة: “الجزائر تملك منتخبا قويا، ولها اسم كبير في إفريقيا”، قبل أن يضيف: “منتخب السودان هو أيضا يضم لاعبين في المستوى. وجئنا للمشاركة في كأس أمم إفريقيا، لإثبات أننا نملك منتخبا جيدا”.  ويرفض مدرب “صقور الجديان” سياسة النجوم ويصرّ على الإرادة والروح القتالية؛ حيث قال: “أنا شخصيا كمدرب لا أعترف بالنجوم. بالنسبة لي، الأهم هو ما يمكن أيَّ لاعب أن يقدمه فوق الميدان”، قبل أن يتحدى “الخضر” قائلا: “سنعمل على تقديم أفضل ما لدينا، لتقديم مباراة في المستوى في مواجهة المنتخب الجزائري. لقد أجرينا تحضيرات عادية لهذه المواجهة، مثلُها مثل أي مباراة”، في إشارة غير مباشرة إلى أنه لا يريد الضغط كثيرا على لاعبيه، بحكم أن أشبال فلاديمير بيتكوفيتش هم المرشحون للفوز بهذه المباراة. من جهة أخرى، أكد اللاعب السوداني جون مانو أن “صقور الجديان” جاهزون للقاء الجزائر وقال في المنطقة المختلطة خلال تدريبات منتخب السودان: “نحترم الجزائر، إنه منتخب يضمّ في صفوفه لاعبين مميزين، وبخبرة كبيرة في كأس إفريقيا. نحن في أتم الجاهزية لتشريف بلدنا أمام الجزائر”. وأسندت لجنة التحكيم في الاتحاد الإفريقي لكرة القدم مهمة إدارة المباراة إلى الحكم الغابوني بيير آتشو المثير للجدل.

ب\ص